🏚️ 3emaret Roshdy في الإسكندرية.. بين الحقيقة والإشاعة
📌 المقدمة
من سنين طويلة واسم “عمارة رشدي” في الإسكندرية بيثير الرعب والفضول في نفس الوقت. كل جيل في مصر تقريبًا سمع عنها، والكل عنده قصة مختلفة: ناس تقول إن فيها جنّ، وناس تقول إن كل اللي سكن فيها اختفى، وغيرهم يقولوا إن الحكومة منعت السكن فيها بسبب اللعنة اللي بتطاردها!
لكن وسط كل الحكايات، السؤال الحقيقي بيبقى واحد:
هل فعلاً العمارة دي مسكونة؟ ولا هي مجرد أسطورة مصرية قديمة اتضخّمت مع الوقت زي حكايات كتير قبلها؟
خلينا نحط الإشاعة تحت الميكروسكوب ونشوف القصة من أولها لآخرها في تحقيق “حقيقة مش إشاعة”.
🕯️ بداية الأسطورة
القصة بتبدأ في خمسينات القرن الماضي لما بدأ بناء عمارة جديدة في منطقة رشدي الراقية بالإسكندرية.
العمارة وقتها كانت فخمة جدًا، تصميم أوروبي، وموقع مميز قريب من البحر. لكن من أول ما اتبنت، بدأت الحكايات الغريبة.
بيقولوا إن أثناء البناء، عامل من عمال الموقع مات فجأة بعد ما وقع من الدور الرابع، والبعض قال إنه اتدفن في الأساسات بالغلط، ومن هنا بدأت الناس تقول إن العمارة “اتسكنت من الجن”.
مع الوقت، كل ما حد يسكن فيها كان بيحصل حاجة غريبة:
-
انقطاع النور فجأة رغم وجود كهرباء في باقي المنطقة.
-
أصوات خطوات في الشقة رغم إنها فاضية.
-
أحيانًا يسمعوا صوت باب بيتفتح ويتقفل لوحده.
الناس بدأت تخاف، والعمارة فاضية بقيت رمز للرعب السكندري، لدرجة إن محدش كان يحب يعدي من جنبها بالليل.
🧩 تحقق “حقيقة مش إشاعة”
قررنا في “حقيقة مش إشاعة” نتحقق من أصل القصة بمصادر موثوقة.
أول حاجة، راجعنا الأرشيف الصحفي من جرائد قديمة زي الأخبار والمساء والمصري اليوم، ومافيش أي واقعة رسمية أو بلاغات تخص حوادث غريبة أو اختفاء سكان داخل العمارة.
ثانيًا، تواصلنا مع سكان المنطقة نفسهم. أحد السكان قال:
"العمارة كانت فعلاً فاضية زمان، بس ده لأن أصحابها كانوا في مشاكل ورث، محدش كان يقدر يبيع أو يأجر."
وده منطقي جدًا، لأن العمارة فعلاً فضلت سنين طويلة مهجورة مش بسبب الجن، لكن بسبب نزاع قانوني بين الورثة.
كمان في منتصف الألفينات، بدأت شركة مقاولات كبيرة في ترميمها، واتأكدنا إن دلوقتي فيها سكان عايشين بشكل طبيعي، ومفيش أي شكاوى أو قصص مرعبة زي زمان.
الشرطة المحلية كمان نفت في أكتر من مناسبة وجود أي بلاغات تخص “أحداث غريبة” أو “اختفاء أشخاص”.
بكده نقدر نقول إن كل اللي اتقال عن عمارة رشدي مالوش دليل واحد حقيقي، وكل القصص دي ناتجة عن حكايات سوشيال ميديا وأفلام رعب اتبنت على إشاعات قديمة.
🧠 التحليل العلمي والنفسي
الناس دايمًا بتخاف من المجهول، ولما تبقى فيه عمارة قديمة مظلمة فاضية في حي راقٍ، بتتحول بسهولة لمصدر أسطورة.
الدكتور “عادل فوزي”، أستاذ علم النفس الاجتماعي، قال في تصريحات سابقة إن “الإشاعات الجماعية” بتنتشر لما يكون في فراغ معلوماتي — يعني لما الناس تجهل الحقيقة، بيبدأوا يملّوا الفراغ بالحكايات.
وده بالضبط اللي حصل في عمارة رشدي.
مفيش بيانات رسمية؟ يبقى الناس هتخترع قصص.
مفيش سكان؟ يبقى أكيد في سر غامض.
لكن الحقيقة أبسط من كده بكتير: نزاع قانوني + شكل قديم + خيال شعبي = أسطورة استمرت 60 سنة.
حتى الصور المنتشرة على الإنترنت واللي بيقولوا إنها من داخل العمارة، معظمها صور مفبركة أو من أماكن تانية.
🏠 الوضع الحالي
النهارده، لو رحت بنفسك منطقة رشدي، هتلاقي العمارة متجددة ومأهولة بالسكان.
المدخل نضيف، في حارس، وكاميرات مراقبة، وأضواء واضحة.
يعني لا في “أصوات بالليل” ولا “أرواح بتتحرك” زي ما الناس بتحكي.
الحقيقة إن العمارة اتحولت من رمز للرعب إلى رمز لخرافة مصرية قديمة، بتفكرنا قد إيه الإشاعة ممكن تعيش أطول من الحقيقة لو محدش يصححها.
⚠️ الخاتمة: دروس من أسطورة عمارة رشدي
حكاية عمارة رشدي مش بس قصة عن مبنى غريب، لكنها درس في قوة الإشاعة.
إزاي قصة من غير دليل ممكن تنتشر وتفضل سنين، وتخلي ناس تصدقها وكأنها حقيقة علمية.
مهم دايمًا نرجع للمصدر، نسأل، نتحقق، ونفكر بعقلنا قبل ما ننشر أو نصدق.
في النهاية، الحقيقة دايمًا أبسط من الخرافة، لكنها تحتاج بس حد يدور وراها.
وده بالضبط دورنا في “حقيقة مش إشاعة” 🔍

بيقولوا انها مش حقيقة وأنها إشاعة معرفش ليه
ردحذف